تمثال نصفيّ لمارسياس

كان برموزير وجها مبرّزا في مجال النّحت الباروكي الألمانيّ. ولمّا حطّ الرّحال بإيطاليا كان وقتئذ في سنّ الشّباب. ويبدو أنّه صنع هذا التمثال النّصفي لـمارسياس في مدينة روما. واستلهم في تحفته هذه منحوتة الرّوح الملعونة التي أنجزها برنان سنة 1619م وحُفظت في قصر إسبانيا في روما. وقد تمكّن برموزير من أن يُعرِب عن منتهى الرّعب الذي استبدّ بـمارسياس نتيجة العقوبة التي سُلّطت عليه. فلقد سُلِخ الإله الإغريقيّ ساتير حيّا بعد أن تحدّى أبولون في الموسيقى. وأمّا نحتُ العينين بكيفيّة أظهرتهما شبه مغمضتين من ناحية، وجعل الشّعر من ناحية أخرى واقفا مقشعرّا كألسنة اللّهب، فهذا من المميّزات النمطيّة للشّحنة العاطفيّة المبالغ فيها التي تسم الآثار الفنيّة لـبرموزير. فنحن نخال أنفسنا نستمع إلى الصّراخ المكبوت وهو يخرج من فم مارسياس الفاغر.